الموقع والمناخ | بلدية رام الله
الموقع والمناخ


"لو لم تكوني حلماً لما كنت الحقيقة يا رام الله، ولو لم تكوني الحقيقة لما كنتِ المستقبل"

هذا هو واقع هذه المدينة الزاهرة، ولا زال الكثيرون يذكرون صيف رام الله بشمسها المعتدلة الحرارة ونسيمها العليل وكرومها وتينها وزيتونها وصباياها الجميلات. لا زال الكثيرون يذكرون تلك الابتسامات التي تزين وجوه أهلها، وهناك الكثير ممن لا تزال كلمات "أهلاً وسهلاً" تتجدد في آذانهم مع كل إشراقة شمس لطيفة ونسيم هواء عليل.

لو لم يكن مناخها لطيفاً وموقعها مميزا وأهلها كرماء، لما كانت رام الله هذا المصيف المتميز. ففي ثقافتها هذا الانفتاح على الآخر والجميع يتقن مد الجسور بين كل ما هو مختلف. إنها المدينة التي التقى عليها الاختلاف فتحول إلى اتفاق، فكثير من مدن بلاد الشام عامة وفلسطين خاصة لديها المناخ الصيفي الجميل المشابه لرام الله، لكن الاختلاف هو بالثقافة والانفتاح وقبول الآخر مما جعل من رام الله قبلة المصطافين ومقصد المحبين والفنانين والمبدعين.

موقع مدينة رام الله:

إن قرية رام الله التي سكنها راشد الحدادين والمتركزة حول مقام إبراهيم الخليل مبنية على جبل يطل على الغرب أي على الساحل الفلسطيني وقد لاحظ هذا السائحان المكتشفان روبنسون وسميث عندما زارا البلدة سنة 1838. أما من جهة الشرق والجنوب فهي محاطة بالجبال، وتبعد رام الله حوالي عشرة أميال إلى الشمال من القدس وتبعد المدينة عن البحر الذي يرى من تلالها حوالي 10 اميال هوائيا أيضا، وكثيرا ما نشاهد منها أثناء النهار السفن الراسية فيه، ونظرا لقرب البحر منها فإن الهواء الذي يهب عليها من الغرب يحمل معه بعض الرطوبة ولكن ارتفاع البلدة عن سطح البحر الذي يتراوح بين 830-880 مترا يلطف من هذه الرطوبة.

مناخ مدينة رام الله:
مناخ رام الله هو مناخ حوض البحر الأبيض المتوسط ففي الشتاء تتعرض البلدة للرياح الجنوبية الغربية القاسية الماطرة وأحيانا إلى رياح شمالية شرقية جافة باردة نسبيا. وعلى العموم فإن معدل درجة الحرارة في الشتاء يصل إلى صفر مئوي وفي الصيف قلما تزيد على 37 درجة مئوية.
وفي أوائل نيسان تأخذ الرياح الخمسينية بالهبوب وهذه رياح جافة تحمل معها كثيرا من الغبار وهي تأتينا من الجنوب وينقطع هبوب الرياح الخمسينية كلما اقترب فصل الصيف وتهب أيضا على البلدة رياح دافئة في أواخر الصيف وأوائل الخريف وتعجل بإنهاء موسمي العنب والتين، وعلى العموم فإن مناخ رام الله لطيف منعش في الصيف دافئ في الشتاء وهذا جعل الحياة فيها حياة نشاط وعمل.
ويظهر أن من جملة أسباب اختيار "راشد بن صقر الحدادين" موقع رام الله للسكنى فيه كان لجمال منظره الطبيعي. فعندما يقف الإنسان عند الغروب في "باطن الهواء" وينظر جهة الغرب فيرى البحر والشمس تغطس فيه ويرى بغربه "وادي الكلب" و "وادي العقدة" و "شعب الضرس" أو ينظر إلى الشمال فيرى "الحضارة" كأنها بساط مفروش على سفح الجبل ويرى بقربها "وادي الشومر" و "القرينعة" أو عندما يقف في "قرنة البطة" فيرى شجر التين بأوراقه الخضراء المتفتحة حديثا ويرى شجر الزيتون ذا الأوراق الدائمة الاخضرار عندما يرى الإنسان كل هذا لا يسعه إلا أن يمجد مبدع الأكوان على جميل صنعه.

ومما يزيد في حسن منظر البلدة الأزهار اللطيفة التي تنمو على تلالها ففي كانون الثاني وشباط يزهو النرجس ويفوح شذاه العطر، وفي آذار تأخذ بقية الأزهار البرية مثل "قطين الغزال" و "حنون الغزال" و "غليون سيدي" و "حنون الدولة" بألوانه المختلفة.
هذا ورام الله على العموم كانت مثالا طيبا للقرية الفلسطينية وقد مدحها معظم الذين زاروها من الأجانب وقالوا عن أهلها أنهم مجتهدون ومدبرون وأذكياء وسرعان ما يأنس لهم القريب.

العودة للاعلى