قام راشد الحدادين مؤسس مدينة رام الله في منتصف القرن السادس عشر بقيادة قافلته الصغيرة عبر تلال الأردن القاحلة الى موقع غير بعيد عن مدينة القدس، ولم يعرف عندها أنه كان يقوم بوضع أسس بلدة جديدة واعدة في قلب فلسطين تدعى رام الله.
وصلت قافلة الحدادين الى منطقة حرجية تبعد ستة عشر كيلومترا شمال القدس، وبين بقايا كهوف ما قبل التاريخ وقريتين رومانيتين، استقرت القافلة وبدأت بتأسيس بيوتها الجديدة.
شكلت الأحراش والأحطاب المنتشرة في "خربة رام الله" آنذاك، عامل جذب لراشد الحدادين، كونها ضرورية لمهنته التي كان يمارسها في الكرك، موطنه الأصلي وهي الحدادة.
تشير الروايات الشفوية إلى أن راشد الحدادين عاد للكرك لاحقا، في حين أصر أولاده الخمسة على البقاء في رام الله والذين أصبحوا اليوم أجداد اهل رام الله. وأولاد الحدادين الخمسة هم: صبرة، وإبراهيم، وجريس، وشقير، وحسان. وقد رزق كل منهم بأولاد عدة، تحولوا مع الوقت الى عائلات وحمائل، فأصبح هناك: اّل يوسف، اّل عواد، اّل الشقرة، اّل جغب، واّل عزوز.
أصبحت رام الله قبلة لعدد من العائلات من فلسطين والاردن، كان منها: هجرة آل الرفيدي من نابلس الى رام الله عام 1750م، على أثر صراع عائلي. وهجرة آل الصفدي وآل حشمة من منطقة الجليل 1790م، وهجرة عائلة الأعرج وزغروت وعائلة شهلا من قرية أبان قرب القدس عام 1805م. وهجرة آل الريفي من شرق الأردن عام 1825م وكان عددهم 800 نسمة قادمين من مدينة عجلون. وهجرة آل نزال من رفيديا ما بين عام 1805 – 1810 م وقد أحتسبوا على حامولة الشراقة، وهجرة آل الدبيني من شرقي الأردن الى الناصرة ثم الى رام الله عام 1880م، وكان لآل الدبيني رئاسة أول مجلس بلدي في رام الله، وهجرة آل الجاعوني الى رام الله عام 1923م وهي أول عائلة مسلمة تسكن رام الله في العصر الحديث.
مطلع القرن التاسع عشر توسعت رام الله ونهضت على مستويات عدة، ففي العام 1807 تم بناء أول كنيسة للروم الأرثوذكس، وفي عام 1869 تم افتتاح مدرسة الفرندز للبنات. وفي العام 1902 تم تحويل رام الله الى مقاطعة من قبل الحكومة العثمانية، وضمت حينها ثلاثين بلدة محيطة، حيث تم تعيين العين أحمد مراد من القدس أول حاكم لها، وفي العام 1908 تحولت رام الله الى مدينة، وتم تعيين الياس عودة أول رئيس بلدية للمدينة، فيما ضم المجلس البلدي ممثلا عن كل حامولة.
اضافت نكبة العام 1948 وما تلاها من هجرة جماعية للفلسطينيين ومن ثم حرب 1967م الى الخليط السكاني للمدينة، حيث أجبرت العديد من العائلات الفلسطينية على الهجرة الى مدن الضفة الغربية، وكان منها مدينة رام الله التي تضاعف عدد سكانها وأحيطت ايضا بعدد من مخيمات اللاجئين.
شكل انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو عام 1994م واتخاذ مدينة رام الله مركزاً رئيسياً لعمل السلطة، نقلة مهمة في مسيرة نمو المدينة، حيث ترافق مع ذلك عودة أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين يعملون في الخارج والمهجرين (العائدين).